تعتبر عملية التنشئة الاجتماعية من أهم عملياتالتفاعل الاجتماعي. بحكم أنها هي من يصنع شخصية الإنسان.
وهناك تعريفات كثيرة لعملية التنشئة الاجتماعية منها : هي عمليه تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد، كما أنهاعملية استدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية
كذلك يمكن وصف عملية التنشئةالاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة لدوره الراهن في المجتمع.
والدكتور سعد الدين إبراهيم يعرفها بأنها العمليةالمجتمعية التي يتم خلالها تشكيل وعي الفرد ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بحيث يصبحعضواً فاعلاً ومتفاعلاً ومنسجماً ومنتجاً في المجتمع.
أما الدكتور حامد زهران فيعرفها بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى اكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها، وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية. إذ إنها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد، وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية.
إن عملية التنشئةالاجتماعية من أهم العمليات تأثيراً على الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية، لما لهامن دور أساسي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها، وهي تعد إحدى عمليات التعلم التي عن طريقها يكتسب الأبناء العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها، وعملية التنشئة الاجتماعية تتم من خلال وسائط متعددة،وتعد الأسرة أهم هذه الوسائط، فالأبناء يتلقون عنها مختلف المهارات والمعارف الأولية. كما أنها تعد بمثابة الرقيب على وسائط التنشئة الاخرى، ويبرز دورها- الأسرة – في توجيه وإرشاد الأبناء من خلال عدة أساليب تتبعها في تنشئة الأبناء، وهذه الأساليب قد تكون سوية أو غير ذلك وكلا منهما ينعكس على شخصية الأبناء وسلوكهم سواءبالإيجاب أو السلب .
وإذا كانت الأسرة من خلال دورها، كأهم وسيط من وسائط التنشئة تسهم في تشكيل سلوك الأبناء، فإنه لا يمكن إنكار دور المناخ الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة سواء أكان مجتمعا محليا أو مجاورة سكنية وما يتسم به من بعض الصفات والخصائص والثقافة الفرعية التي تميزه عن غيره من سائر المجتمعات ، والتي يكون لها تأثير لا يقل أهمية عن دور الأسرة على أفرادها. بمعنى أن المناخ الاجتماعي يساهم بما لا يدعو للشك في تبنى أساليب معينة في التنشئة الاجتماعية ،تختلف من مكان لآخر باختلاف الثقافة الفرعية للمجتمع إلى جانب المستوى التعليمي وثقافة الوالدين داخل الأسرة
وطالما راح ضحية لسوء التنشئة أفراد كثيرون، منهم من تعرض لفقدان الأبوين في سن مبكرة.ومنهم من لاقى الاستهجان والاستصغار وسوء المعاملة داخل أسرته. فأثرت سلباً في شخصيتهِ، مما أدى إلى ظهورهاالجلي في شخصيته حتى بعد البلوغ.
إن عملية التنشئة الاجتماعية تصنع الشخصية، كما أنها في نفس الوقت تحدد ضعفها وقوتها. وهذا يعود بالطبع إلى السلوك المتبع من قبل أفراد الأسرة .
(more…)